تطرقت في المنشور السابق إلى أهمية المسؤلية الإجتماعية للشركات والمؤسسات وبخاصة تلك التي
تنفذ مشاريع كبيرة وطويلة المدى ومجزية من الناحية المادية مستشهدا بالدور الذي أضطلعت به الشركة الكورية (آي . سي . سي .) من خلال تنفيذها عملية فك ونقل بعض القطع المعمارية النادرة وتركيبها على شكل مجسم جمالي في حديقة البلدية بشارع القدس .
اليوم أكمل لكم جانبا آخر مما قدمته تلك الشركة الكورية من أعمال ضمن هذا الإطار ولازالت قائمة حتى هذه اللحظة .
حيث نفذت المجسم الجمالي ( السفينة )والذي لازال ماثلا أمامنا حتى هذه اللحظة كشاهدا حيا على هذا العطاء الجميل من هذه الشركة .
ولمن لا يعرف ذلك ،
يقع مجسم السفينة في زاوية تقاطع شارع الملك عبدالعزيز مع شارع الخليفة عمر مقابل مخابز حارة رحال حاليا .
هذا المجسم وحسب معلوماتي المتواضعة هو من تصميم الفنان التشكيلي الأستاذ علي الصفار وقتها كانت البلدية نشيطة ولديها تواصل مشهود وجميل مع لجنة التنمية الإجتماعية والفنانين التشكيليين من أبناء المحافظة
المجسم مستوحى من تراث المحافظة وهو عبارة عن سفينة معلقة وسط حوض نافورة دائري الشكل يشبه البحر تحيط بها ممرات ومسطحات خضراء وكراسي للجلوس ومزودة بإنارة ليلية ملونة .
نفذته الشركة كاملا بكل حرفية وإتقان وجودة عالية وتحت أشراف ومتابعة مهندسي البلدية والفنانين التشكيلين
في بداية تشغيل النافورة واجهت البلدية معضلة إجتماعية وهي أن حوض هذه النافورة صار مكانا لسباحة الأولاد الصغار من سكان الحارات المجاورة لها كحي الجراري وباب الشمال والمدارس والمدني والشريعة بإعتباره يشبه بركة الماء وشيئ جديد عليهم .
إن ما يؤسف له حقا أن هذا المجسم الجميل والرائع الذي يجسد حقبة من حقب البلدية المهمة صار ضحية التحولات الإدارية في البلدية فترك يصارع الزمن حتى طالته عوامل الإهمال بسبب إنعدام الصيانة والتشغيل الدورية التي لا غنى لأي مشروع عنها ، إلى أن صار مكبا للنفايات والمهملات ونقطة يجتمع حولها العمالة الآسيوية لمضغ وقذف مادة ( القيرو ) التي صبغت جدرانه الداخلية والخارجية.
كم هو جميل لو ساهمت إحدى شركات الإتصالات أو المؤسسات والشركات المماثلة التي تنفذ مشاريع طويلة المدى إلى تجديد وصيانة هذا المجسم وتشغيل نافورته وإنارتها لتعود مرة أخرى تقذف المياه وتقلبها يمينا وشمالا بدلا من صبغ القيرو .
هذه الفكرة قطعا تحتاج لمن يقودها ويرفع رايتها.
مجرد أمنية ....